الفنانة المعتزلة شمس البارودي تعترف:
لن أعود إلى الشيطان
حياة الماضي اسقطتها من حياتي
خدعوني بأنني جميلة
شعرت أنني أرى الرسول
ذقت حلاوة الإيمان والقرب من الله
عرضوا علىّ ملايين الجنيهات لأعود للشيطان ولكن حسبي الله
شمس البارودى .. وجه سينمائي معروف .. أرتبط أسمها بأدوار الإغراء.. دلالها.. أنوثتها جعلاها فتاة أحلام المراهقين تكون فى سعادتها ونشوتها عندما ترى صورها عارية على أغلفة المجلات . ولكن فجأة تحولت ممثلة الإغراء إلى سيدة ترتدى النقاب كيف تبدل حالها من عالم الفن والسهر إلى عالم الإيمان والروحانيات؟ كيف تبدل حلمها من أن تحتل صورها أغلفة المجلات إلى أن أصبح حلمها هو لقاء ربها وهى طاهرة نقية ؟
لابد أن شيئا ما عظيماً قد حدث حتى تتحول النار إلى أنوار مشرقة ؟
تروى السيدة شمس البارودى قصة رحلتها الطويلة من عالم الماضى إلى عالم الإيمان
قائلة:
الماضى الذى عشته اسقطته من حياتى واعتبره عمراً ضاع منى دون أن أدرى، فمجرد ذكره يسبب لى نوعاً من الغثيان والقرف .. لقد كنت أشعر دائماً أن بداخلى شيئا ما يخاطبنى يقلقنى يرعبنى ، لقد كانت هناك أحاسيس بداخلى وأنا فى قمة سعادتى كانت تحول السعادة إلى قلق وحيرة وكنت أعجب دائما بالبنت التى ترتدى الحجاب وقد كنت أتمنى أن أمثل أدوار البنت المحجبة فى مسلسل أو فيلم دينى ، وفى أحد الأيام كنت فى منزلى أعد بعض أصناف الحلوى دخلت على أبنتى ناريمان وهى فرحة سعيدة فقبلتنى وقالت لى ماما شوفى الهدية التى أهدتها لى المدرسة لتفوقى وكانت عبارة عن ديوان شعر فقبلتها وأخذت الديوان فى يدى ووقعت عينى على قصيدة تقول فليقولوا عن حجابى لا وربى لن أبالى قد حمانى فيه دينى وحبانى بالحلال زينتى دوماً حيائي وإحتشامى رأس مالى.
وعندما قرأت هذه الأبيات شعرت بإحساس غريب فجلست فى إعياء ووجدت الدموع تسقط من عينى وأخذت أردد أبيات الشعر وعرفت فى هذه اللحظة السر وراء قلقى الدائم الذى كان يأخذ منى لحظات السعادة لقد خدعنى من قال لى إننى فنانه فائقة الجمال ، وبعدها بدأت حياتى تأخذ لونا جديداً بدأت أكره التمثيل وأكره الفن لقد بدأت أفكر فى كل شيء من جديد نفسى وزوجى وأولادى والموت .
ولكن كيف أتخذت قرار الحجاب ؟
- جاءت فرصتى عندما دعانى والدى لأداء العمرة وسعدت كثيراً بهذه الدعوة فلم أنم هذه الليلة افكر فى لقائي بالأرض الطاهرة وهناك عندما كنت أنتقل من مكان لأخر وجدت نفسى أردد آه من الشيطان اللعين آه من الشيطان الذى يسرق منا أجمل سنوات عمرنا ولاننتبه إلا بعد فوات الآوان وفى الليل شعرت بضيق فى صدرى وكأن جبال الدنيا تجمعت فوقى وسألنى والدى عن سبب أرقى فقلت له أريد أن أذهب إلى الحرم الآن وعندما وصلنا بدأت أطوف حول المسجد فقابلنى خالى وسألنى هل زرت قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت له نعم ثم سألنى هل بكيت فى الحرم فقلت له لا فدعا لى أن يهدينى الله ويفتح على، ومرت لحظات طويله لم أشعر بها وأنا أمام قبر الرسول وفجأه شعرت كأننى أرى رسول الله فأرتعد جسدى وأنهمرت دموعى بغزارة ، بدأ جسدى يرتعد والعرق يتصبب منى وكاد قلبى أن يخرج من صدرى وأحسست ساعتها وكأن هناك إنسانا داخلىا يريد أن يخنقنى وخرج الشيطان من داخلى وبدأت أكمل بقيه الأشواط والدموع تنهمر وكأنها بركان قد أنفجر نعم بدأت أشعر بعالم جديد ومعان جديده وجميلة لقد خلقت من جديد آه من هذه اللحظة الرهيبة الجميلة.
قلت لها وماذا فعلت بعد ذلك ؟
- هذه اللحظات كانت قبل الفجر فصليت ركعتين وجاءنى والدى وأخذنى وساعتها شعرت بأننى قد تبدلت وأصبحت إنسانة أخرى تماماً بعد ذلك أرتديت الحجاب ومن وقتها لم أخلعة وكانت هذه هى المرة الأولى التى أرتدى فيها هذا الزى دون أن أضع أى مكياج ونظرت إلى المرآة ووجدت نفسى أكثر جمالاً فى هذه الثياب الطاهرة .
ماذا تفسرين إصرار المنتجين على عرض أفلامك بالرغم من إعتراضك عليها ؟
- للأسف أن ما أتعرض له من حملات مغرضة شىء عجيب بعد أن هدانى الله وأخرجنى بفضله من مستنقع الفساد الذى كدت أن أغرق فيه إلا أننى فوجئت أن أفلامى التى تبرأت منها وأعتبرتها ذنباً سأظل طيلة عمرى أبكى ندماً عليه وعلى إقترافه .. ولكنى وجدتهم يعرضون هذه الأفلام بكثرة وهم يظنون بذلك أنهم يرغمونى على العودة وأنهم يحاربونى ولكننى أقول لهم إنكم لاتحاربونى أنا شمس البارودى ولكنكم تحاربون الله ولا أملك سوى أن أردد حسبى الله ونعم والوكيل.
وهل أقتصرت الحرب على عرض أفلامك ؟
- للأسف عشرات المنتجين يحاولون العمل على عودتى إلى التمثيل ، ووصل الأمر أن بعضهم أعطانى شيكا على بياض والبعض الآخر عرض على أرقاماً خيالية ماكنت أحلم بها ولكنى أقول لهم ولغيرهم لن أعود إلى الشيطان الذى سرق منى كل شىء .. لقد ذقت حلاوة الإيمان وحلاوة القرب من الله كما ذقت حياة الشيطان واليوم ولآخر يوم فى عمرى لن أعود لحياة الشيطان وسأظل لآخر يوم فى عمرى أتقرب إلى الله وأغسل ذنوبى .
كيف تقضين حياتك بعد إعتزال الفن؟
- أننى أعيش الآن حياتى وسط أسرتى مع زوجى النبيل الذى وقف بجوارى وشجعنى منذ بداية إتخاذى لقرار الحجاب حسن يوسف ومع أبنائي الثلاثة فلذات كبدى ، وحياتى معهم الآن لها طعم ولون جديدان كما إننى أحرص على حضور الدروس الدينية بالمساجد والحمدلله ختمت القرآن أكثر من مرة.
ربنا يقويها ويثبتها ويثبتنا اجمعين